إغلاق
م ي ج ا

نحو مستقبل مزدهر (تحول الاقتصاد السعودي وتنوعه)

  • الرئيسية
  • نحو مستقبل مزدهر (تحول الاقتصاد السعودي وتنوعه)

نحو مستقبل مزدهر (تحول الاقتصاد السعودي وتنوعه)

تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً تاريخياً ونمواً اقتصادياً متسارعاً، بالإضافة إلى تعزيز تواصلها مع العالم بشكل أكبر وتُظهِر المملكة تمكيناً واضحاً لمواطنيها، مع وضع حماية كوكب الأرض في صدارة أولوياتها، مما يجعلها أرضاً زاخرة بالفرص للجميع للمساهمة في تشكيل مستقبل مزدهر ومشرق، وفي منتصف رحلتها نحو تحقيق «رؤية 2030»، نجحت المملكة في تحقيق أهدافها بسرعة أكبر من المتوقع، حيث تجاوزت العديد من مستهدفات الرؤية قبل موعدها، مما يعكس طموحاً متزايداً لتحقيق أهداف أعلى وأكثر تأثيراً.

تُظهِر الإحصاءات أن 87% من مبادرات الرؤية مكتملة أو تسير على المسار الصحيح، بينما حققت 81% من مؤشرات الأداء الرئيسية للبرامج أهدافها السنوية. وبلغت مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي نسبة 50% لعام 2023، في أعلى مستوى تاريخي لها، وتُعَدّ المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي بفضل ثرواتها النفطية الهائلة. مع ذلك، تتجه المملكة بشكل متزايد نحو تنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على النفط من خلال رؤية 2030. تهدف هذه الرؤية إلى تحويل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد متنوع ومستدام، يجذب الاستثمارات الأجنبية ويوفر فرص عمل جديدة للمواطنين، حيث تأسس الاقتصاد السعودي بشكل كبير على صناعة النفط منذ اكتشافه في المملكة عام 1938. يعتبر النفط المورد الرئيسي للإيرادات الحكومية، حيث يشكل نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي والصادرات. لعبت شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، دورًا مركزيًا في تطوير هذا القطاع وتأمين تدفق الإيرادات، في عام 2016، أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رؤية 2030، وهي خطة استراتيجية طموحة تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط. تركز الرؤية على عدة محاور رئيسية وتشمل التالي:

  • تهدف رؤية 2030 إلى زيادة مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي من 16% إلى 50%. لتحقيق ذلك، تم التركيز على تطوير قطاعات مثل السياحة، والترفيه، والصناعة، والتعدين، والخدمات اللوجستية. مثلاً، تم إطلاق مشاريع ضخمة مثل مدينة نيوم ومشروع البحر الأحمر، والتي تستهدف جذب السياحة والاستثمارات الأجنبية.
  • تسعى المملكة إلى أن تصبح وجهة سياحية رئيسية بحلول عام 2030، مستفيدة من مواقعها التراثية والثقافية والدينية. تم إصدار تأشيرات سياحية جديدة وتطوير بنى تحتية متقدمة لدعم هذا القطاع. من الأمثلة البارزة مشروع القدية، الذي سيكون أكبر مدينة ترفيهية في العالم.
  • تعمل الحكومة على خلق بيئة استثمارية جاذبة من خلال تحسين التشريعات وتقديم حوافز للمستثمرين. تم إنشاء صندوق الاستثمارات العامة الذي يسعى إلى زيادة الأصول إلى 2 تريليون دولار بحلول عام 2030، مما يعزز الاستثمارات في المشاريع الكبرى والقطاعات الناشئة.
  • تشجع رؤية 2030 الابتكار وريادة الأعمال من خلال دعم الشركات الناشئة وتطوير مراكز البحوث والتكنولوجيا. تم تأسيس مؤسسات مثل "منشآت" لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتوفير التمويل والتدريب اللازمين.

وسجلت الأنشطة غير النفطية أعلى مستوى لها بمساهمة بلغت 50% من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لعام 2023، كما حققت المملكة أدنى معدل بطالة للسعوديين عند 7.7%. وفي إبريل 2024، بلغ معدل التضخم 1.8%، فيما سجل مؤشر أسعار المستهلك 110.89 نقطة خلال نفس الفترة. وعلى الرغم من انخفاض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في مارس 2024، تواصل المملكة سعيها لتحقيق أفضل التوقعات المستقبلية من خلال تنويع الاقتصاد وتعزيز الاستدامة، 87% من مبادرات رؤية 2030 مكتملة أو تسير على المسار الصحيح، مما يشير إلى التزام المملكة بتحقيق أهدافها، مؤشرات الأداء الرئيسية للبرامج حققت أهدافها السنوية بنسبة 81%، مما يعكس تقدمًا كبيرًا في تنفيذ السياسات والمشاريع المخططة.

بالرغم من التقدم الكبير، تواجه المملكة بعض التحديات في تحقيق أهداف رؤية 2030. تشمل هذه التحديات تقلبات أسعار النفط، والحاجة إلى تطوير رأس المال البشري، وتحديث البنية التحتية. ومع ذلك، توفر هذه التحديات فرصًا لتحفيز النمو الاقتصادي والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتعزيز التنمية المستدامة.